ملابس السباحة الشرعية النسائية
أجبرت الطبيعة الأنسان على أن يتماشى معها ومن هنا بداء اختراعه ليتكيف مع طبيعته
وفكرة لباس البحر هي أحد اختراعاته وهي ليست بالفكرة الجديدة أو الغريبة على المجتمع الإسلامي
وهي لا تخص النساء وحدهن، بل للرجال نصيب منها في الرأي واللبس.
فبعد استفتاء طرح على فئات مختلفة من الناس، كان آراء بعض النساء في لباس السباحة كما يلي :
* رأي جامعية : «الحمد لله أن ديننا قادر على أن يتكيف مع كل الأزمان،
فاللباس الشرعي للمايوه مناسب جداً لتغطية العورة حتى أمام النساء،
فهي تسترنا بحكم أنها طويلة وفضفاضة »
* ورأي موظفة : « أنا سعيدة جداً بوجود الملابس الشرعية الخاصة بالسباحة،
فهي في الحقيقة تستر الجسد إضافة لإخفاء عيوبه »
* أما رأي ربة بيت : « نحن وأزواجنا نستطيع أن نستأجر شاليهاً مغلقاً أو استراحة
تتوفر بها مسابح، وأمارس السباحة براحة أكثر »
* والطبيبة كان رأيها : « إن المسابح النسائية مطلوبة، لأن السباحة رياضة ككل الرياضات
ومن حق المرأة أن تمارسها، لكن أمر توفير مسابح خاصة بالنساء يبقى صعباً
*والصحافية تقول : « قرأنا في الصحف مؤخراً أن البريطانيات يطالبن أيضاً بمسابح خاصة بالنساء
وفي بلادي بدأت المؤسسات تعنى بالموضوع وهذا حق لهن يجب احترامه،
وكنت ألتقي بنساء أجنبيات يفضلن السباحة في وقت باكر ومع النساء فقط،
ليكن على راحتهن، وثمة نساء لديهن مسابح داخل بيوتهن ويستدعين صديقاتهن للسباحة
بين الفينة والأخرى لكن يبقى للمرأة الحق في أن يكون لها عالمها الخاص
لتستفيد أكثر من هذه المتعة والرياضة التي ينصح بها كل الأطباء.
* بينما لجأت مصممة أزياء منذ سنوات إلى تصميم لباس عملي يمتص الماء بسرعة
وتخيطه على ذوقها، لتسبح فيه في البحر وتقول
« لا أجد مشكلة لأن ثمة محجبات كثيرات يسبحن بلباس بحر محتشم »
رأي الرجال في ملابس السباحة الشرعية النسائية
* رأي الطبيب : « رغم أن منظرهن غير لائق وهن يسبحن بكامل ثيابهن
لكن الظاهرة أصبحت مألوفة في الشواطئ »
* ورأي الجامعي كان : « لا يجوز للرجل أن يسبح أمام الرجال بملابس غير لائقة تكشف عن عورته
ومن المعروف أن عورة الرجل من السرة إلى الركبة
وعلية يجب أن تكون ملابس الرجال الشرعية للسباحة ساترة ايضاً »
* وقال الرجل الريفي : « المناطق الريفية لا زالت لم تتقبل بعد هذه الظاهرة وذلك بحكم عاداتهم وحياتهم »
* أما الموظف فقال : « العرب يتصفون بالخصوصية ولهذا نحرص على الحفاظ عليها
وتطالب بتخصيص مكان خاص للسيدات شامل لكل الخدمات يسبحن ويعلمن أطفالهن
كما أوصانا نبينا الكريم علية الصلاة والسلام »
وللتنويه ...
وبعد دراستي للموضوع والبحث لإعداده وجدت أن هذا الحديث ...
ليس حديثاً عن النبي بل هو منسوب لسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه موقوفاً.
رأي الطب
يرى أطباء أمراض الجلدية والتناسلية ...أن لحمامات السباحة مشاكل خطيرة
وتحتاج لفترة علاج طويلة كأمراض التناسلية والجلدية والعضوية
فالمسابح مرتع للفطريات والجراثيم بسبب نظام فلتره المياه
ومسابح الأطفال أكثر عرضة لانتشار الأمراض لأنهم يتبولون بها
لدي نصحوا مستخدمي الأحواض لفحص طبي دوري لسلامتهم
بينما يؤكد اختصاصيو العلاج الطبيعي
أن المسابح تساعد النساء على حماية أجسامهن من الترهلات الجلدية والعضلية
حيث أثبتت الدراسات أن ممارسة السباحة لمدة نصف ساعة يومياً
تخفض من ضغط الدم وتقوي القلب، وتقلل من معدل الكولسترول في الدم
كما تزيد من كفاءة الدورة الدموية، وتحرق السعرات الحرارية
إلى جانب ذلك تخلصنا من الضغوط النفسية ورفع الروح المعنوية
رأي الشرع
اجمع أغلب شيوخ المسلمين على أن الدين منع المرأة من السباحة في الأماكن المختلطة
إلا إذا كانت سوف تسبح في مسبح خاص في بيتها أو مع صديقاتها أو قريباتها
وقيدها في ذلك بحدود شرعية، سواء في المسبح أو الشاطئ بدليل قول الله عز وجل ...
{ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} النور (30)
أما البعض الآخر فقد رفضوا تماماً تواجد مثل هذه المسابح في أي بلد إسلامي
لأن فيها كشفاً لعورات النساء بين بعضهن البعض، حتى لو كانت بملابس السباحة الشرعية
لأن مثل هذه الرياضات فيها تعويد للمرأة على الخروج الكثير من منزلها فالله عز وجل
يقول { وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى } ومن الممكن تواجد
مثل هذه المسابح داخل البيوت وفي غرفة مغلقة لكي تسبح وتستمتع بوقتها
وركز بعض الشيوخ الأفاضل على العفة أولاً فقالوا ...
« لم يمنع الشرع الإسلامي المرأة من السباحة شريطة أن تحافظ على عفتها
وتتفادى كل ما من شأنه أن يؤذيها في جسدها ونفسها ودينها
فهو الذي يتحكم في جميع حركاتها ويوجهها إلى ما فيه الخير لدينها ودنياها
أما بالنسبة للباس الشرعي للسباحة، فيستر جسمها كله ويجوز لها الصلاة به
وينبغي أن يكون هذا اللباس مساعداً للسباحة ويستر عورتها ويلف جسدها كاملاً
إلا الوجه والكفين فالشرع لم يمنعها من السباحة شريطة ستر عورتها
وتجنب الاختلاط واختيار لباس يصون جسمها وفي نفس الوقت يساعدها على
الاستمتاع بهذه الرياضة من جهة ويحافظ على عفتها وطهارتها من جهة ثانية »
أما الشيخ أحمد الكبيسي فقد رأي لهذه الأمور من عدة جوانب،
وقال « الناس ليسوا على مزاج واحد حتى في عبادة الله وهي أمور تتبع ثقافة الإنسان
وكل إنسان له ظروفه الخاصة في مسكنه وبيئته ولكل عصر أعرافه
وكلنا يعلم أن آداب العاصمة وأعرافها تختلف عن آداب المدن الأخرى والتي لا توافق على بعضها
بل أن لكل حي أعرافه في المدينة نفسها، فإذا سلمنا أن مسابح النساء قضية جديدة في مجتمعنا،
فلا بد أن نجد لها مادحاً وقادحاً وأقول للذي لا يستسيغ أن تذهب المرأة إلى مسابح النساء
أن كلامه شرعاً مرفوض لأن حكمها في الإسلام موجود، حتى لو كانت ترتدي المايوه
لأن هناك سعة في علاقة النساء بالنساء، فالخلاف ليس على التفصيلات بل المبدأ نفسه
ومن المؤكد أن شريحة القبول أقل من شريحة الرفض لا لشيء إلا لأنه أمر جديد
وكل جديد يتقبله الناس بريبة وحذر لقوة أثر العيب على سلوكيات الناس وهذا كله
من إفرازات الأصالة، فالمجتمع الأصيل يتوارث منظومة العيب أكثر مما يتوارث المعارف
والمسابح النسائية كغيرها من المشاريع تسقط سقوطاً ذريعاً بحالة واحدة
مخلة بالآداب أو التقاليد وحينئذ اقرأوا على مشاريعنا السلام »
فتاوي عن سباحة المرأة
لازال الجدل قائماً حول ظاهرة المسابح الشرعية وقبولها
فنجد طائفة من علمائنا الأفاضل ترى أن لا مانع بأن تسبح المرأة بين النساء
وبلباس شرعي، غير أن آخرون يفضلون أن تسبح المرأة في مسبح بيتها الخاص فقط
جمعت لكم هنا عدة أسئلة مع ردود وأجوبة شافية من شيوخ وعلماء ديننا الحنيف ... تفضلن حبيباتي بالإطلاع
السؤال ...
نحن نسكن في حي سكني في إحدى المدن ويوجد في هذا السكن ناد نسائي
ويوجد في هذا النادي مسبح للنساء وحمام بخار ( سونا )
فما حكم ذهاب النساء لهذا النادي وما الواجب على أزواجهن ولقد نصحنا بعض الرجال
فقالوا لنا عورة المرأة من السرة إلى الركبة ونساؤنا يلبسن اللباس الشرعي عند مزاولة السباحة
علماً يا شيخ أن هذا اللباس يجسم عورة المرأة
نأمل من فضيلتكم الإجابة على هذا السؤال مع الأدلة الشرعية حفظكم الله ؟
الجواب …
الحمد لله - نصيحتي لإخواني ألا يمكنوا نساءهم من دخول نوادي السباحة والألعاب الرياضية
لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حث المرأة أن تبقى في بيتها
فقال وهو يتحدث عن حضور النساء للمساجد وهي أماكن العبادة والعلم الشرعي :
لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وبيوتهن خير لهن وذلك تحقيقاً لقوله تعالى ( وقرن في بيوتكن )
ثم إن المرأة إذا اعتادت ذلك تعلقت به تعلقاً كبيراً لقوة عاطفتها
وحينئذ تنشغل به عن مهماتها الدينية والدنيوية ويكون حديث نفسها ولسانها في المجالس
ثم إن المرأة إذا قامت بمثل ذلك كان سبباً في نزع الحياء منها وإذا نزع الحياء من المرأة
فلا تسأل عن سوء عاقبتها إلا أن يمن الله عليها باستقامة تعيد إليها حياءها الذي جبلت عليه
وإني حين أختم جوابي هذا أكرر النصيحة لإخواني المؤمنين أن يمنعوا نساءهم
من بنات أو أخوات أو زوجات أو غيرهن ممن لهم الولاية عليهن من دخول هذه النوادي
وأسأل الله تعالى أن يمن على الجميع بالتوفيق والحماية من مضلات الفتن إنه على كل شيء قدير
والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
من فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين لمجلة الدعوة العدد 1765 / 54.
السؤال ...
ما حكم الشرع في الذهاب إلى البحر المخصص للنساء فقط
مع العلم أنه قد توجد نساء لا يلتزمن بالحدود الشرعية لستر العورة؟
الجواب …
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا خلاف في حرمة ذهاب الرجال إلى الأماكن المخصصة لاستحمام النساء
وسباحتهن لما في ذلك من الاطلاع عليهن في أوضاع قد لا يليق ببعضهن شرعاً
أن يطلع على بعض، ناهيك أن يطلع عليهن الرجال.
وأما المرأة فلا يجوز لها الذهاب إلى تلك الأماكن إذا كان فيها كشف للعورات
أو وجد فيها نساء كافرات، أو نحو ذلك من المحظورات.
وعورة المرأة المسلمة مع النساء الكافرات جميع بدنها،
أما مع المسلمات فهي ما بين السرة والركبة، مع أن الأولى لها التستر أكثر من ذلك
وكذلك فالأولى لها ترك الذهاب إلى مثل تلك الأماكن العامة صوناً لها ولعرضها.
السؤال ...
زوجي يرفض أن أتعلم السباحة في بركة مغلقة وموثوقة من حيث السترة والأمان
واهتمام أصحابها بلباس المايوه الساتر حسبما توفر وذلك بحجة الحديث الذي يتحدث عن
أنه لا يجوز للمرأة أن تكشف عورتها إلا في بيتها أو بيت زوجها
( طبعا هناك يلزم استبدال ملابس السباحة المبللة عند الانتهاء..) وجزاكم الله خيرا.
الجواب …
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فاعلمي أيتها الأخت السائلة أن الذهاب إلى المسبح من الأمور المباحة
إذا كان الذهاب والمسبح مضبوطين بضوابط الشرع ، ومنها:
أولاً: أن تكون المرأة ساترة لعورتها.
ثانياً:أن لا يكون هناك اختلاط مع الرجال.
ثالثاً: أن تكون الحاضرات ساترات لعوراتهن.
رابعاً: أن يكون المكان مأموناً، بحيث تأمنَّ إطلاع الرجال عليكن.
خامساً: إذن الزوج، فإن أذن لك ذهبت وإلا فلا، وذلك أن طاعة الزوج في المعروف واجبة
وذهابك إلى المسبح مباح، ولا يقدم مباح على واجب.
أما الحديث الذي ذكره زوجك وهو قول النبي
" ما من امرأة تضع ثيابها في غير بيت زوجها إلا هتكت الستر بينها وبين الله" رواه الترمذي
فهو محمول على مكان لا تأمن فيه المرأة من أن يطلع عليها أحد،
وقد أجاز كثير من الفقهاء دخول النساء الحمامات الخاصة بالنساء بالضوابط المذكورة ،
وأكثرها اليوم لاتتوفر فيه تلك الضوابط . والله أعلم.
السؤال ...
سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء ؟
يوجد في بعض الأماكن مسابح خاصة بالنساء وكذلك للرجال وكلاهما منفصل عن الآخر
وحيث المرأة في هذه الحالة لا تخلو من أن ترتدي بعض الملابس القصيرة والتي لا تستر إلا العورة
وهي مع عدد من النساء على هذا الحال حيث ترى من زميلاتها ما يرين منها فما الحكم الشرعي
في نظر المرأة إلى المرأة في هذه الحال وكذلك ما الحكم الشرعي بالنسبة للرجال ؟
الجواب …
الواجب على المرأة أن تستر مابين السرة والركبة ويكون الساتر صفيقاً لا شفافاً ،
واسعاً لا ضيقاً يصف حجم العورة وهذا إذا كانت بين النساء كماذكر في السؤال
وهكذا يجب على الرجال مع الرجال أن يستر ما بين السرة والركبة هذا هو الذي دلت عليه الأدلة الشرعية
(1) مجلة البحوث الإسلامية ، 21/69
السؤال ...
هل يجوز للمرأة أن تسبح بالحجاب في بحر مختلط؟
الجواب …
يجب على المسلم مطلقا في السباحة وغيرها أن يستر عورته عن كل الناس
سوى الزوج والزوجة أحدهما عن الآخر إذا كانا في معزل عن الآخرين
وعورة الرجل ما بين السرة والركبة وعورة المرأة كل بدنها سوى الوجه والكفين، وقيل والقدمين
وعليه فلا يجوز لرجل ولا امرأة السباحة في مكان مكشوف فيه أجنبي عنهما
إلا إذا توافر إمكان ستر العورة بحسب ما تقدم والله تعالى أعلم.
أ. د. أحمد الحجي الكردي خبير في الموسوعة الفقهية، وعضو هيئة الإفتاء في دولة الكويت
واليكن هاتين الرابطتين لزيادة المعرفة والإلمام أكثر عن موضوع عورة النساء ...
عورة المرأة امام المرأة ( بحث فقهي )
عورة المرأة بين المحارم والنساء