منتدى بنت ستايل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى بنت ستايل

بنت ستايل تـــــــــرحــــب بـــــكم


    اللحية زينة الرجل... فلما حلقها

    avatar
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 1020
    تاريخ التسجيل : 21/02/2012

      اللحية زينة الرجل... فلما حلقها Empty اللحية زينة الرجل... فلما حلقها

    مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء أبريل 30, 2013 10:03 am



    سم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    اللحية نعمة جليلة عظيمة تفضل الله بها على الرجال وميزهم عن النساء،

    وجعلها زينة لهم لما تضفي عليهم من سيم الرجولة والهيبة والوقار

    وهي ليست مجرد شعيرات تنبت في الوجه فقط

    بل إنّها من شعائر الإسلام الظاهرة التي نتقرب إلى الله بإعفائها وتعظيمها،

    قال تعالى: {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج:32]،

    فهي من سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم وقد أمر بإعفائها وإرجائها


    ولكن على الرغم من كل ما جاء في تعظيمها والأمر بإعفائها

    إلاّ أن كثيراً من المسلمين - هداهم الله - في هذا الزمن قد احتقروا هذه الشعيرة العظيمة

    وامتهنوها وحلقوها من وجوههم والذي لم يحلقها كلها أخذ يتلاعب بها،

    فمنهم من يجعلها صغيرة على الذقن ومنهم من يجعلها خفيفة كأنّها خط أسود خفيف

    ومنهم من يربط شاربه مع لحيته ويجعلها على شكل دائرة!!

    إلى غير ذلك من الأشكال المحزنة والمضحكة في نفس الوقت والتي لا تليق بأي عاقل أن يفعلها بوجهه

    فضلاً عن أن يكون مسلماً قد أمر بتكريمها وإعفائها وإنّه ليندر أن يرى وجه الإنسان المتأدب بآداب الشريعة

    الذي يبقي لحيته كما خلقها الله، فلا حول ولا قوة إلاّ بالله.

    قيمة اللحية ومكانتها عند السلف

    إنّ إعفاء اللحية من هدي الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام

    وكذلك الصحابة الكرام والسلف الصالح رضي الله عنهم أجمعين،

    فلم يذكر عن أحد منهم أنّه كان يحلق لحيته، بل على العكس من ذلك كانوا يعظمونها ويعلون شأنها،

    كان قيس بن سعد رجلاً أمرد لا لحية له، فقال قومه الأنصار:

    "نعم السيد قيس لبطولته وشهامته ولكن لا لحية له، فوالله لو كانت اللحى تشترى بالدراهم لاشترينا له لحية!!".

    وهذا الأحنف بن قيس كان رجلاً عاقلاً حليماً وكان أمرد لا لحية له وكان سيد قومه فقال بعضهم: "وددنا أنا اشترينا للأحنف لحية بعشرين ألف..!" فلم يذكروا حنفه ولا عوره وإنّما ذكروا كراهية وعدم وجود اللحية عليه، وما ذلك إلاّ لأنّ اللحية عند هؤلاء الأخيار تعتبر من الجمال والرجولة والكمال لشخصية المسلم. وكان الواحد منهم أهون عليه أن تزول رقبته ولا تزول لحيته.

    أمّا اليوم فكثير من أبناء المسلمين لا يتمنى أن يشترى له لحية بل إنه يدفع

    الأموال لإزالتها من وجهه، بل قد يود بعضهم لو عدمها نهائياً وساق

    على ذلك آلاف الدراهم!! نعوذ بالله من ذلك.

    أدلة تحريم حلق اللحية

    قال تعالى: {وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ} [النساء:119]،

    وحلق اللحية أو الأخذ شيء منها هو تغيير لخلق الله وتمثيل بالشعر أيضاً

    وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنّه قال: «من مثّل بالشعر فليس له عن الله خلاق». قال أهل اللغة:

    "مثل بالشعر صيّره مُثْلة بأن حلقه من الخدود أو نتفه أو غيره بالسواد".

    وقال صلى الله عليه وسلم في تحريمها: «خالفوا المشركين، وفروا اللحى، وأحفوا الشوارب» [متفق عليه]،

    وقال عليه الصلاة والسلام: «جزوا الشوارب وأرخوا اللحى» [رواه مسلم]،

    وقال: «من لم يأخذ من شاربه فليس منا» [رواه مسلم].

    وأمر النبي صلى الله عليه وسلم يقتضي الوجوب.

    قال ابن تيمية: "يحرم حلق اللحية".

    وقال القرطبي: "لا يجوز حلقها ولا نتفها ولا قصها".

    وقال عبدالعزيز بن باز رحمه الله: "إنّ تربية اللحية وتوفيرها وإرخائها فرض لا يجوز تركه".

    وحلق اللحية ليس من الأمور الصغيرة كما يتوهمه البعض،

    بل ربّما يكون حلقها أعظم إثماً من بعض المعاصي الأخرى،

    لأنّ حلقها يعتبر من المجاهرة بالمعصية، وقد لا يتعافى حالقها

    ولا يغفر له بسبب هذه المجاهرة لقوله صلى الله عليه وسلم: «كل أمتى معافى إلاّ المجاهرين».

    إضافة أيضاً إلى أنّ كراهية اللحية أو الاستهزاء بها وبأهلها

    يخشى على فاعله من الردة والكفر والعياذ بالله،

    لأنّ من نواقض الإسلام الاستهزاء والسخرية بهدي النبي صلى الله عليه وسلم أو كراهية ما جاء به،

    وحلق اللحية قد ينم على كراهيتها والتخلص منها،

    وكراهيتها قد يكون أيضاً سبباً لحبوط الأعمال كما في قوله تعالى:

    {ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ} [محمد:28]،

    فليحذر المسلم من أن يحبط عمله، أو أن يخرج من الإسلام وهو لا يشعر.

    فيا أخي :

    يا من اعتدت على حلق لحيتك، تب إلى الله من هذا العمل واترك لحيتك

    كما خلقها الله لك واتبع سنة نبيك الذي أمرك بها، ولا تعرض نفسك لسخط الله وعقابه بسببها،

    فكما أنّك يا أخى قد أطعت الله في الصلاة والصيام وبعض الواجبات الأخرى

    فما الذي يمنعك من أن تطيعه كذلك في أمر اللحية؟

    أليس الذي أمرك بكلا الحالتين هو الله جل وعلا؟

    لماذا تفرق بين أوامره فتطيعه في أمر وتعصيه في آخر؟

    أين تعظيم الله؟ أين صدق الإيمان؟ أين الاستجابة للرحمن؟

    لماذا هذا التلاعب بأوامر الشرع والاستخفاف بها؟!

    إنّ الله قد ذم من يفعل مثل ذلك من أهل الكتاب فقال تعالى:

    {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [البقرة:85].

    فلا تعرض نفسك أخي الكريم لمثل هذا الذم، وتتشبه بهم،

    والتزم بجميع أوامر الله صغيرها وكبيرها تسعد في الدنيا والآخرة.

    وفقك الله لما يحبه ويرضى وجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه

    رسالة إلى صاحب صالون الحلاقة

    أخي صاحب صالون الحلاقة:

    إذا تبين أن حلق اللحية حرام كما هو واضح من الأدلة السابقة،

    فإنّ الأجرة على حلقها أيضاً حرام، لأنّ الله إذا حرم شيئاً حرم ثمنه،

    لذا فاحرص بارك الله فيك أن لا يكون صالونك هذا محلاً لحلق لحى المسلمين

    ومكاناً تباد فيه سنة من سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي تبرأ ممن رغب عنها بقوله:

    «من رغب عن سنتي فليس مني»،

    وأن لا يكون صالونك هذا مكاناً تنقض فيه عروة من عرى الإسلام

    وواجب من واجبات هذا الدين، لأنّ هذا من التعاون على الإثم والعدوان الذي نهى الله عنه بقوله:

    {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة:2]،

    ولأنّ المال المكتسب من هذا العمل حرام سحت لا خير فيه،

    قال صلى الله عليه وسلم: «كل جسد نبت من السحت فالنّار أولى به».

    فكن أخي قوي الإيمان بالله قوي التوكل عليه ولا تسمح بحلق اللحى في محلك،

    وتأكد أن ربحك لن يتأثر من جراء ذلك بإذن الله؛ لأنّ الله تعالى يقول:

    {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق:2-3]،

    ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه»

    وثق أنّ الله تعالى لا يمكن أن يخلف وعده أبداً لمن صدق معه، لكن لابد للإنسان من الصبر وعدم الاستعجال.

    واعلم أنّ المال الحلال وإن كان قليلاً فهو خير من المال الحرام الكثير وبركته أعظم وأنفع لقوله تعالى:

    {قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ} [المائدة:100].

    وحتى لو فرض أنّ الربح انخفض قليلاً فليس هذا مبرراً لأن يلجأ المسلم إلى ارتكاب الحرام طمعاً في زيادة ربحه،

    بل عليه أن يصبر على ذلك وأن يقنع بما أعطاه الله ويرضى به

    لأنّ هذا قد يكون ابتلاءً من الله له ليختبره وليرى مدى قوة إيمانه وتوكله عليه،

    وقد يوقفه الله ويبارك له بالقليل أو يفتح له أبواب رزق أخرى لم تخطر له على بال

    ويغنيه بها نتيجة توكله عليه وعدم ارتكابه للحرام.

    فتنبه أخي لذلك جيداً واحرص على أن تكون ممن يصبر ويقنع بالحلال ويرضى به ولو كان قليلاً،

    وإيّاك إيّاك أن تجعل حب المال ينسيك ربك وينسيك دينك وينسيك مصيرك ومآلك

    فإن هذا المال الحرام سيذهب سريعاً وسيبقى عذابه طويلاً.

    يقول ابن القيم: "ثم تأمل لما صارت المرأة والرجل إذا أدركا وبلغا اشتركا في نبات العانة، ثم ينفرد الرجل عن المرأة باللحية، فإنّ الله عز وجل لما جعل الرجل قيِّماً على المرأة وجعلها كالخول والعاني (الأسير) في يديه ميزه عليها بما فيه المهابة له والعزة والوقار والجلالة، لكماله وحاجته إلى ذلك، ومُنعَتْها المرأة لكمال الاستمتاع بها والتلذذ لتبقى نضارة وجهها وحسنه".

    الجمال ليس في حلق اللحى

    كيف يخلق الله رجلاً ويمييزه عن المرأة برجولته ولحيته التي فيها وقاره وجماله

    ثم لا يرضى بذلك ويذهب يغير خلق الله ويتشبه بالنساء وبأعداء الإسلام

    ويتوهم أن في ذلك زيادة جمال له أناقة؟!!

    {أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً} [فاطر:8].

    وكأنّ جمال الإنسان وأناقته لا تتم إلاّ بحلق اللحية أو بتقصيرها وتخفيفها واللعب بها!!

    والله إنّ جمال الرجل وبهاءه وهيبته في إبقاء لحيته كما خلقها الله تعالى

    لأنّ الله أعلم بما يناسب الرجل لذا خلق له هذه اللحية.

    فكيف يليق بمسلم عاقل أن يرفض ما اختاره الله له؟

    أهو اعلم بما يناسبه من الله {أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ} [البقرة:140]،

    ولو أراد الله للرجل أن يكون ناعماً بدون لحية لم يعجزه ذلك،

    ولكنه ميز الرجل عن المرأة وكرمه وشرفه بهذه اللحية، ولكن بعض الرجال - هداهم الله -

    لا يريدون هذا التكريم وهذا التمييز، بل يحاربونه،

    نسأل الله السلامة والعافية من ذلك.

    فيا أخي المسلم:

    يا من تحلق لحيتك، كيف يهون عليك أن تفرط في لحيتك التي فيها وقارك ورجولتك وجمالك؟

    والله لا يليق ذلك بك وأنت الرجل المسلم العاقل، ثم قل لي بربك: ماذا ينفعك حلقها؟

    هل لك في ذلك أجر وثواب؟ هل لك في ذلك مصلحة دنيوية؟

    لماذا تُعرض نفسك للعذاب وأنت في غنى عنه؟

    ولماذا تُتعب نفسك، لأن حلاقتها كلها تعب وخسارة وإضاعة وقت ومال!

    لماذا كل ذلك يا أخي؟ اترك لحيتك في وجهك كما خلقها الله لك ولا داعي لإتعاب نفسك،

    هي كم وزنها حتى تزيلها من وجهك؟! هل ثقلت عليك أو شوهت وجهك؟

    لا أظن أن شيئاً من ذلك يحصل بسبب اللحية.

    العناد والمخالفة الصريحة

    رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «خالفوا المشركين وفرو اللحى وأحفوا الشوارب»

    ولكن بعض النّاس يعارض قوله معارضة صريحة وقوية ويقول: لا يا رسول الله،

    لا سمعاً ولا طاعة في هذا الأمر!! فيعكس الأمر فيحلق لحيته ويترك شاربه!!.

    فلماذا يا أخي هذا العناد؟ لماذا تخالف هدي نبيك؟

    هل أنت في غنى عن هديه عليه الصلاة والسلام،

    وهل لك هدي خاص وسنة خاصة؟ والله يا أخي إنّه شرف لك أن تكون

    من أتباع النبي صلى الله عليه وسلم المطبقين لسنته.

    ثم اعلم أخي الكريم أنّ القضية ليست قضية شعر فقط، إنّما القضية قضية استسلام وخضوع لأوامر واتباع لهدي الرسول صلى الله عليه وسلم واعتزاز به وانقياد لأوامره.

    وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، والله أعلم.

    وصل الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد نوفمبر 24, 2024 2:17 am