الرئيسية
لا زلت اتذكّر ،دلك اليوم......الذي كنت و صديقتي جالستين, على إحدى الكراسي الحديدية الخضراء.....،
المصطفّة على طول حديقة ..... لكي نستنشق بعض الهواء النقي الدي كاد ينعدم في مدينتنا.
كان الجوّ هادئا و جميلا, و كنّا نتحدّث و نتحدّث، احيانا عن الدراسة و احيانا عن الزّملاء، وأحيانا اخرى يلفت انتباهنا تصرّف او حدث في الحديقة فيصير عنوان حديتنا الجديد،
و أحيانا كنّا فقط نتأمّل.....ما أجمل التّأمّل في الطّبيعة.... يشعرنا بالسّلام....يبعدنا عن عواصف الحياة ومشاكلها،
كنت سأستمتع اكثر لو لم تمسك ذراعي تلك اليد الصغيرة .....يد طفلة لم يتجاوز عمرها الثامنة او التاسعة.... تحمل في يديها علب علك و مناديل ورقية،
لا زلت اتذكّر جيّدا فستانها المرقّع الدي لم يترك الوسخ بقعة بيضاء منه حتّى غيّر كلّ لونه، ولا قدميها الحافيتان الصغيرتان،
ولا شعرها المبعثر الذي بدا و كأنّه لم يغسل و لم يمشط منذ دهر، ولا عيناها المتعبتان، و تلك النّظرة المليئة بالخوف.
كانت ممسكة ذراعي و تهزّها بشدّة لتستحوذ على ما بقي من انتباهي اكتر: أرجوكي ،ارجوكي اشتري من عندي علكة او مناديل، اتوسّل إليكي،..
كنت منذهلة و عاجزة عن الكلام او التّفكير، و بسرعة وضعت علبة علكة ووضعتها في يدي وهي تقول: ارجوكي اشتري من عندي هده العلكة،
أخرجتُ بسرعة بضع دريهمات من محفظتي ثمّ نظرتُ إليها وسألتها:
-ألا تدرسين؟
- لا،
- ولم؟
- لأنّه عليّ جمع المال.
-أليس لديك إخوة كبار؟
-بلى، نحن سبعة و الكلّ يعمل لتوفير المال لأمّي ،
-هل أمّكي مريضة؟-
-لا،
-ولم إذن؟
- لأنّي إن لم افعل فستعاقبني أمّي و تكويني بالنّار أو تضربني، إنّها هناك تنتظرني،
ثمّ أشارت بيدها إلى شجرةتقف بجانبها امرأة بزيّ تقليدي، بدت و كأنّها كانت تراقبنا منذ البداية، ما إن نظرتْ إليها حتّى اختفت بين الاشجار ، التفتُّ إلى الطفلة فلم اجدها، لأنّها ركضت نحو أمّها و اختفتا معاً، و اختفت معهما اجوبة لأسئلة كثيرة، التفتُّ إلى صديقتي و نظرنا إلى بعضنا البعض في حيرة و ذهول،
.....من نبع الواقع
المصطفّة على طول حديقة ..... لكي نستنشق بعض الهواء النقي الدي كاد ينعدم في مدينتنا.
كان الجوّ هادئا و جميلا, و كنّا نتحدّث و نتحدّث، احيانا عن الدراسة و احيانا عن الزّملاء، وأحيانا اخرى يلفت انتباهنا تصرّف او حدث في الحديقة فيصير عنوان حديتنا الجديد،
و أحيانا كنّا فقط نتأمّل.....ما أجمل التّأمّل في الطّبيعة.... يشعرنا بالسّلام....يبعدنا عن عواصف الحياة ومشاكلها،
كنت سأستمتع اكثر لو لم تمسك ذراعي تلك اليد الصغيرة .....يد طفلة لم يتجاوز عمرها الثامنة او التاسعة.... تحمل في يديها علب علك و مناديل ورقية،
لا زلت اتذكّر جيّدا فستانها المرقّع الدي لم يترك الوسخ بقعة بيضاء منه حتّى غيّر كلّ لونه، ولا قدميها الحافيتان الصغيرتان،
ولا شعرها المبعثر الذي بدا و كأنّه لم يغسل و لم يمشط منذ دهر، ولا عيناها المتعبتان، و تلك النّظرة المليئة بالخوف.
كانت ممسكة ذراعي و تهزّها بشدّة لتستحوذ على ما بقي من انتباهي اكتر: أرجوكي ،ارجوكي اشتري من عندي علكة او مناديل، اتوسّل إليكي،..
كنت منذهلة و عاجزة عن الكلام او التّفكير، و بسرعة وضعت علبة علكة ووضعتها في يدي وهي تقول: ارجوكي اشتري من عندي هده العلكة،
أخرجتُ بسرعة بضع دريهمات من محفظتي ثمّ نظرتُ إليها وسألتها:
-ألا تدرسين؟
- لا،
- ولم؟
- لأنّه عليّ جمع المال.
-أليس لديك إخوة كبار؟
-بلى، نحن سبعة و الكلّ يعمل لتوفير المال لأمّي ،
-هل أمّكي مريضة؟-
-لا،
-ولم إذن؟
- لأنّي إن لم افعل فستعاقبني أمّي و تكويني بالنّار أو تضربني، إنّها هناك تنتظرني،
ثمّ أشارت بيدها إلى شجرةتقف بجانبها امرأة بزيّ تقليدي، بدت و كأنّها كانت تراقبنا منذ البداية، ما إن نظرتْ إليها حتّى اختفت بين الاشجار ، التفتُّ إلى الطفلة فلم اجدها، لأنّها ركضت نحو أمّها و اختفتا معاً، و اختفت معهما اجوبة لأسئلة كثيرة، التفتُّ إلى صديقتي و نظرنا إلى بعضنا البعض في حيرة و ذهول،
.....من نبع الواقع
