منتدى بنت ستايل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى بنت ستايل

بنت ستايل تـــــــــرحــــب بـــــكم


    هل يتسبب بقاؤك مستيقظا لمدة طويلة في موتك؟

    avatar
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 1020
    تاريخ التسجيل : 21/02/2012

    هل يتسبب بقاؤك مستيقظا لمدة طويلة في موتك؟ Empty هل يتسبب بقاؤك مستيقظا لمدة طويلة في موتك؟

    مُساهمة من طرف Admin الأربعاء أكتوبر 18, 2017 4:12 pm


    يعرف كل طالب جامعي ذلك الشعور بالوخز في العينين الناجم عن تناول جرعات كبيرة من الكافيين في سبيل البقاء مستيقظا لليال طويلة، كما أن الجميع يعرف أن الحرمان من النوم المستمر؛ أو لفترات طويلة، يؤدي حتما إلى انخفاض الكفاءة الإدراكية والنشاط العام للفرد، إضافة إلى ضعف الذاكرة واضطرابها، كما أن ذلك قد يتسبب لديك بالضحك الهستيري الناجم عن التعب والإرهاق.

    لم يقم أي أحد مسبقا باستظهار أهمية النوم في بقائنا واستمراريتنا بصورة قاطعة، كما لم يسبق أن ورد في أسباب وفاة أحدهم عامل ”نقص النوم“، كما كان الباحث الشهير في مجال النوم ”آلان هوبسون“ قد صرح: ”وظيفة النوم المعروفة الوحيدة هي أنه يعالج أعراض النعاس“، ومنه يتبادر إلى أذهاننا الفضولية السؤال التالي: هل بإمكان النوم قتلك فعلا؟ أو بالأحرى: هل حرمانك من النوم قد يقتلك؟
    كانت الدراسات التي تم إجراؤها على فئران المخابر تظهر بشكل مستمر أن النقص المستمر في النوم يؤدي إلى إحتمال 100 في المائة في الموت الحتمي، وذلك في مدة قصيرة نسبيا.

    لنكون أكثر دقة، كان مصير كل فأرة تعرضت للحرمان الكلي من النوم هو الموت، وذلك في مدة أقصاها أسبوعان إلى ثلاثة أسابيع على الأكثر من بدء التجارب، ولأسباب واضحة تماما لا نحتاج إلى ذكرها، لم يتم اختبار ذات التجارب على البشر.

    إلا أنه وفي ضوء العديد من التجارب التي تم إجراؤها على الحيوانات التي تظهر نفس النتائج السابق ذكرها، والأعداد اللامتناهية من الدراسات التي تضمنت حرمان البشر من النوم التي أظهرت العدد الكبير لمشاكل الصحة المتعلقة بنقص النوم، بإمكاننا أن نتفق إجماعا على رأي واحد وهو أن الحرمان التام من النوم لمدة طويلة سيقوم حتما بإقتيادك نحو هلاكك العاجل، إلا أنه ولأسباب سيتم توضيحها لاحقا في هذا المقال، لن يتم إدراج عامل ”الحرمان من النوم“ كالسبب الأول في وفاتك.

    إذا، أنّى لنقص النوم والحرمان منه أن يقتلك؟

    للإجابة على هذا، دعونا نلقي نظرة على ما يجعلنا نرغب في النوم في المقام الأول، ومالذي يحدثه الحرمان المزمن من النوم على صحتك.

    يعتبر مصطلح: ”الحفاظ على التوازن“ هو العبارة المستعملة لوصف كل ردة فعل يقوم بها الجسم أو يحاول تحقيقها في ظل كل مستجدة يتعامل معها، وذلك قد يشمل الإبقاء على معدلات معينة من كل من: الجزيئات على غرار البروتينات، والدهون، والشوارد الكهربائية، والهرمونات، وحتى درجة الحموضة.

    على سبيل المثال يتراوح معدل الحموضة الطبيعي في الجسم بين 7.35 إلى 7.45، وبمجرد ابتعادك بعيدا عن هذا المدى تبدأ خلاياك بالموت (نود الإشارة إلى أن تناول بعض الأشياء التي تعتبر ذات قاعدة ”حمضية“ لا يؤثر بأي شكل من الأشكال على معدل الحموضة في جسمك كما هو شائع الإعتقاد به، ذلك أن جسمك يحكم سيطرة شديدة على هذا من خلال تفعيل ميكانيزمات وآليات متعددة بحكم الضرورة للإبقاء على ذلك) وينطبق نفس الأمر على باقي الجزيئات في الجسم.

    تعتبر الغدة النخامية واحدة من الهياكل الدماغية المسؤولة عن الحفاظ على التوازن في الجسم عن طريق إطلاق بعض الهرمونات، فتقوم هذه الغدة النخامية بإطباق سيطرتها على العديد من الأمور مثل درجة حرارة الجسم، والجوع، والعطش، والتعب، والإرهاق، والمشاعر، والنمو، وتوازن الملوحة والمياه في الجسم، والوزن والشهية، وإيقاع الساعة البيولوجية التي تتدخل في وظيفة النوم.

    توجد هناك العديد من المركّبات التي تنسق العمل فيما بينها مما يجعلك ترغب؛ سواء في النوم أو الإستيقاظ، والتي تدور حول مدار أربع وعشرين ساعة فيما يعرف بإسم ”إيقاع الساعة البيولوجية“.

    كما أن هناك عاملا واحدا يجعلك ترغب في النوم وهو وجود ”الأدينوزين“ (نيكليوسيد البيورين)، حيث يقوم هذا المركب بمنع العديد من العمليات التي تتضمن الإستيقاظ، وبالأخص يقوم بمنع الناقلات العصبية على غرار الـ”نورابينيفيرين“ والـ”آستيل“ والـ”سيروتينين”، فتستمر مستويات الأدينوزين بالإرتفاع في دماغك كلما طالت فترة استيقاظك، حيث تصل إلى ذروتها في المساء (بإفتراض أنك ممن يستيقظون في الصباح)، وبينما تغط في النوم، يقوم جسمك بهدمها.

    كما يستجيب الجسم كذلك إلى دورات من الضوء والظلام ليقوم بتعديل عملية النوم، فعندما يدخل الضوء إلى العينين يتم تحفيز طريق عصبي بين الشبكية والغدة النخامية، كما تقوم منطقة من الغدة النخامية تدعى ”نواة التأقلم – Suprachiasmatic Nucleus“ بإرسال عدد لامتناهي من الإشارات إلى أعضاء أخرى من الجسم وذلك لتبدأ بإفراز الهرمونات المسؤولة عن التحكم في الرغبة في النوم أو الإستيقاظ.

    عندما يحل الظلام، تقوم نواة التأقلم في الجسم ببعث إشارات إلى الغدة النخامية من أجل إفراز هرمون يدعى الـ”ميلاتونين“ الذي من شأنه أن يجعل مستوى الإنتباه لديك ينخفض وتصبح بذلك متناعسا، وتبقى مستويات الميلاتونين مرتفعة في الجسم بعد ذلك لمدة إثني عشر ساعة كاملة، وبحلول الساعة التاسعة صباحا (بإفتراض دورة نوم مبنية على الضوء أو الظلام الطبيعيين) تصبح مستويات الميلاتونيين بالكاد ملحوظ وجودها في الجسم، بالتحديد في مجرى الدم.

    مما يثير الإهتمام أيضا، هو أن تعرضك لضوء إصطناعي معين قد يؤثر على مستويات الميلاتونين لديك بشكل معتبر. على سبيل المثال، إن كنت تقرأ هذا المقال ليلا، قد يخفض الضوء المنبعث للشاشة التي تقرؤه عليها مستويات الميلاتونين لديك مما يجعلك لا تشعر بالنعاس، وقد كان هذا الضوء الإصطناعي هو ما جعل العديد من الخبراء الطبيين يحذرون من التعرض المفرط له (كالهواتف الذكية، والحواسيب، وشاشات التلفاز)، كما يؤدي عدم الأخذ بنصائح هؤلاء الخبراء إلى الإصابة بالأرق والعديد من المشاكل الصحية التي سنتعرض لها لاحقا في هذا المقال.

    إيقاع الساعة البيولوجية

    عندما يسطع ضوء النهار في الصباح، تقوم نواة التأقلم بتحفيز إفراز بعض الهرمونات على شاكلة ”الكورتيزول“، والذي هو عبارة عن هرمون محفز يقوم بتحضير جسمك طبيعيا للإستيقاظ والنهوض، كما أنه يؤثر في كل شيئ من تفعيل الجهاز العصبي المركزي، وموازنة مستويات السكر في الدم، وضغط الدم، وصولا إلى الإستجابات المناعية.

    ويتنوع إيقاع الساعة البيولوجية التي تنظم كلا من النوم والإستيقاظ ويختلف بإختلاف عمر الأشخاص، فيميل الأطفال الصغار إلى الغط في النوم في وقت مبكر من المساء، ويميل كذلك البالغون إلى الخلود إلى الفراش باكرا والإستيقاظ باكرا كذلك، كما أن المراهقين يتم إفراز الميلاتونين لديهم في وقت متأخر من الليل، لذلك فهم يميلون إلى السهر حتى أوقات متأخرة ولا يستيقظون باكرا صباحا.

    أما المولودون حديثا فليس لديهم ساعة بيولوجية تتعلق بهرمون الكورتيزول، والتي يتطور نظامها لديهم بعد أسبوعين إلى تسعة أشهر من ولادتهم، وكما يعلمه كل أبوين، فإن نوم طفلهم ليلا هو نعمة يتمنونها دائما.

    الآن، وبما أننا بتنا نعرف كيف تقوم أجسامنا بالتحكم في النوم، دعونا ننتقل إلى معرفة المشاكل التي قد يحدثها نقصه أو انعدامه:

    إن ملاحظة جيدة للكيفية التي قد يقتلك بها نقص النوم قد نلاحظها في المرض العصبي التقدمي الذي يدعى بـ”الأرق العائلي القاتل – Fatal Familial Insomnia“، بإختصار ”FFI“، والذي يعتبر في الأساس مرضا ”بريونيا“ بالإنجليزية ”Prion disease“.

    البريونات هي بروتينات مشوهة تتكدس في الدماغ وتتسبب في موت الخلايا العصبية، وعلى وجه الخصوص، يحدث الأرق العائلي القاتل نتيجة طفرة في الـ”condon 178“ على ”جين البروتين البريوني – prion protein gene“ بإختصار (PrP).

    يؤثر الأرق العائلي القاتل بشكل أساسي على المهاد البصري، ومع مرور الوقت، تتسبب موت الخلايا العصبية المرتبطة بالمهاد البصري في حدوث جميع أعراض هذا الأرق القاتل.

    وبما أن الغدة النخامية ونواة التأقلم السابق ذكرهما تتأثران بهذا، تتأثر كذلك دورات النوم والإستيقاظ لدى الشخص المصاب بطبيعة الحال.

    تبدأ الأعراض الأولى للأرق العائلي القاتل بالظهور في سن 32 سنة إلى 62 سنة، وغالبا ما يكون بادئها الأرق المزمن ونقص الوزن وفقدان الشهية واضطراب في درجة حرارة الجسم (قد تكون مرتفعة أو منخفضة بشدة)، ونوبات الذعر وأنواع أخرى من الرهابات كذلك.

    تتطور هذه الأعراض لتصل إلى فقدان الكتلة العضلية وإضطراب الحركة والنسيان المستمر الذي يقود بسرعة إلى الإصابة بالعديد من الأمراض العقلية وفقدان الوعي.

    وبينما قد لا يكون الأرق أحيانا من الأعراض الأولى، إلا أن فقدان القدرة التامة على النوم قد يؤشر بقرب النهاية، ويكون الموت بذلك مصيرا محتوما بعد 12 إلى 18 شهرا على ظهور الأعراض الأولى.

    تعتبر معظم حالات الأرق العائلي القاتل متوارثة، فإن تم تشخيصك به، فهناك إحتمال خمسون بالمائة أن تقوم بتمريره لأطفالك، لكن لا تشغل بالك كثيرا بهذا المرض لأنه نادر للغاية، في الواقع، لقد وجدت الطفرة الجينية المسؤولة عنه في سجلات أربعين عائلة فقط حول العالم، وبحلول عام 2016، تم تسجيل حوالي أربعة وعشرين حالة من الأرق العائلي القاتل المتفرقة (غير المتوارث) وتشخيصها حول العالم كله.

    مع كون الأرق العائلي نادر جدا، ماذا عن بقيتنا نحن؟ الذين قد نكون نعاني فقط من عادات نوم سيئة مزمنة بدلا من عدم قدرتنا على النوم على الإطلاق!؟

    تؤثر أعداد لا حصر لها من الأجهزة في الجسم على الهرمونات التي تفرزها كل من الغدة النخامية ونواة التأقلم كما تتأثر بها كذلك في المقابل، قد يتطلب الأمر مقالا بحجم كتاب ولغة طبية معقدة للغاية التي لا أعتقد أن أيا منكم أعزائي القراء يرغب في الخوض فيه من أجل تكوين فهم بسيط عن كل ردة فعل لهذه الهرمونات، ومنه، سنقوم بكل بساطة ممكنة بذكر النتائج الرئيسية التي قد يحدثها نقص النوم في جسمك ويؤثر بها على صحتك.

    بالنسبة للشخص العادي، أظهر مجرد النوم لمدة ستة ساعات فقط كل ليلة على مدار أسبوع كامل تغيرا في 711 جينا من الجينات، وقد تثبت هذه التغيرات وتظهر مدى خطورة الحرمان من النوم الذي يعتبر ضارا للغاية.

    من ناحية أداء القلب، تم إثبات أن الحرمان من النوم غالبا ما ارتبط بارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين (نتيجة وجود الكثير من الكوليستيرول في الشرايين)، وفشل القلب وكذلك النوبات القلبية.

    أظهرت دراسة تم إجراؤها في كلية الطب بجامعة ”وارويك“ في سنة 2011 أن النوم لمدة تقل عن ستة ساعات في الليلة من شأنه رفع خطر إصابتك بأمراض قلبية بنسبة 48 بالمائة، هذه الأمراض التي قد تقتلك في غالب الأحيان.

    أما إذا كانت الأمراض القلبية لا تشكل هاجسا بالنسبة عليك، فإنه يجدر بنا إعلامك أن خطر إصابتك بسكتة دماغية سيتضاعف في حالة ما كنت تعاني من الوزن الزائد وكنت لا تنال من النوم سوى ستة ساعات كل ليلة، مقارنة بالأشخاص الذين ينامون لمدة ستة إلى سبعة ساعات كل ليلة والذين لا يعانون من السمنة أو الوزن الزائد.

    لماذا كان علينا إقحام السمنة والوزن الزائد في الموضوع؟

    بعد ليلة واحدة من النوم المضطرب، يميل الناس إلى تناول كميات أكبر من الأغذية الغنية بالكربوهيدرات والعالية السعرات الحرارية، ويرجع السبب في ذلك إلى تلك الهرمونات غير الطبيعية مجددا، فعندما لا تنام بالشكل الكافي؛ يبدأ جسمك في إفراز المزيد من الهرمونات التي تجعلك تشعر بالجوع (الغريلين – Ghrelin)، والقليل من الهرمون الذي يجعلك تشعر بالشبع والإكتفاء (اللبتين – Leptin).

    بالإضافة إلى ذلك، يؤدي الحرمان من النوم إلى ارتفاع مستوى السكر في الدم، مما يرفع من احتمال إصابتك بداء السكري من النمط الثاني، ويحدث هذا بسبب كون نقص النوم يخفض من حساسيتك تجاه الأنسولين، ففي الأساس، أنت تأكل أكثر مما يحتاجه جسمك بكثير، وتنخفض قدرة جسمك على استغلال تلك السكريات بسبب كونه عاجزا عن الإستجابة للأنسولين الذي تم إفرازه، كما أن عدم حرق الغلوكوز بشكل جيد يؤدي إلى زيادة الرغبة في استهلاك الكربوهيدرات، مما يزيد المشكلة تفاقما.

    إذا كانت كل المشاكل السابقة من النوبات القلبية، والسمنة، والسكتات الدماغية، وداء السكري ليست سيئة بما فيه الكفاية لتثير قلقك حيال عادات النوم السيئة لديك، فماذا عن الأمراض العقلية؟

    أظهرت دراسة تم إجراؤها من طرف الدكتور ”روبرت ستيغولد“ والدكتور ”ماثيو وولكر“ في عام 2006 أنه عندما يتم حرمانك من النوم؛ فأنت تقوم بتكوين ذكريات سلبية ضعف ما تكونه من الذكريات الإيجابية، كما أظهرت أبحاث متقدمة في نفس الموضوع أجراها الدكتور وولكر في سنة 2007 في سلسلة من التجارب؛ أن الأشخاص الذين تم حرمانهم من النوم كانوا غير قادرين على وضع تجاربهم العاطفية في سياقها المحدد وإنتاج استجابة مناسبة.

    وتؤكد هذه النتائج من هذه الدراسات ما أفادت به العديد من الدراسات الأخرى المشابهة التي أظهرت أن عادات النوم السيئة تقوم برفع نسبة الخطر لديك في إصابتك بالإنهيار العصبي والكآبة.

    كما تؤثر قلة النوم كذلك على الصحة العامة للدماغ، فيقوم الجسم في الحالة الطبيعية بالتخلص من الفضلات عن طريق الجهاز اللمفاوي، بإختصار، يقوم هذا الجهاز بتنظيف الدماغ من الفضلات التي ينتجها الجسم وتتكدس في الدماغ عندما تكون مستيقظا.

    أضف إلى ذلك أن خلايا الدماغ يتقلص حجمها كثيرا عندما تكون نائما، مما يسمح للسوائل الدماغية بالتدفق بشكل أفضل بين الخلايا العصبية، ومنه فهي تقوم بالتخلص من المزيد من الفضلات.

    أظهرت بعض الدراسات على بعض الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر أنه يتم التخلص من ”Beta-amyloids“ (وهي عبارة عن صفائح تتواجد بين الخلايا العصبية لمرضى الزهايمر) مرتين أسرع خلال النوم منه أثناء الاستيقاظ.

    بالإضافة إلى التخلص من النفايات والفضلات، تنخفض قدرة الدماغ في العمل بصفة عامة عندما يتم تجنب النوم أو الإمتناع عنه.

    تم التبين من أن الأشخاص الذين يقودون السيارات بعد كونهم مستيقظين لمدة تتراوح بين 17 إلى 19 ساعة متتالية يكون لديهم نفس القدر من ضعف التنسيق والتقدير الجيد وردة الفعل الذي يكون لدى الأشخاص الذين تكون مستويات الكحول في دمائهم بنسبة 0.05 بالمائة، علما أن النسبة التي يتم فيها الحكم عليك وإدانتك بالقيادة تحت تأثير الكحول في معظم دول العالم تقريبا هي 0.08 بالمائة.

    كما كان عدد لا حصر له من الدراسات قد أظهر مشاكل في الجهاز المناعي التي لها ارتباط وثيق بعادات النوم السيئة، على سبيل المثال تتضاعف نسبة احتمال أن تصاب بالزكام ثلاث مرات أكثر عندما تقل ساعات النوم لديك عن سبعة ساعات في الليلة.

    تتمحور إحدى النظريات حول إنتاج نوع معين من الخلايا المناعية تدعى بـ”الخلايا التائية البسيطة غير المتمايزة – Undifferentiated Naïve T-cells“، وإنتاج نوع من البروتينات يدعى ”السيتوكين“، فعندما تكون نائما ترتفع نسبة إنتاجهما، وعندما لا تنال القسط الكافي من النوم تقل هذه النسبة كثيرا مما يؤثر على جهازك المناعي الذي يصبح في مواجهة العديد من الصعوبات في تشكيل ذاكرته الخاصة، والتي تتعلق بالأجزاء التي تتعرف على الأجسام الدخيلة المضرة والمسؤولة عن مهاجمتها والتخلص منها كالفيروسات مثلا.

    كما يرتبط ارتفاع احتمال الإصابة بالسرطان كذلك مع حالات نقص النوم، فأولئك الذين ينامون لأقل من ستة ساعات في اليوم الواحد يرتفع خطر الإصابة لديهم بالأورام السرطانية في كل من المستقيم والقولون بنسبة خمسين بالمائة، كما أن اختناق النوم (وهو حالة اختناق يتعرض لها بعض الأشخاص أثناء نومهم) يرفع من خطر الإصابة بالعديد من السرطانات المختلفة.

    إذا كان كل ما سبق ذكره من مشاكل الصحة التي يتسبب فيها نقص النوم يثير قلقك، فيجب عليك أن تقلق بالفعل، لكن الحل لذلك بسيط وسهل وفعال جدا، وهو أن تنال القدر الكافي من النوم كل ليلة.

    للتأكيد على الطرح القائل: أجل بإمكان نقص النوم أن يتسبب في مقتلك؛ نزودك بما يلي:

    على المدى القريب، عندما يتعمد شخص ما البقاء مستيقضا لمدة تزيد عن أسبوعين على التوالي فإنه بذلك يسرع من لقائه حتفه بسرعة كبيرة، وعلى المدى البعيد، ستتسبب لك مداومتك على تجنب النوم بشكل جيد في العديد من الأمراض التي ستقتلك في نهاية المطاف بطرق وأشكال مختلفة.

    على الرغم من أن هناك من يجادل بأن نقص النوم لا يقتلك، بل التفاعلات وردات الفعل التي يقوم بها الجسم تجاه نقص النوم، لكن الأمر لا يهم في نهاية المطاف، أليس كذلك؟ حيث أن عادات النوم السيئة ستؤدي بدون شك إلى منع الجسم من الحفاظ على توازن العديد من الوظائف التي يقوم بها، مما يزيد من سذاجة نظرية المدمنين على العمل الذين غالبا ما يرددون عبارة: ”سأنام عندما أموت“، والذين لن يسعدهم معرفة أن موتهم ذلك الذي سينعمون فيه بالنوم سببه النوم نفسه.

    حقائق ومعلومات إضافية:
    1. يعود الرقم القياسي الذي حظي بمتابعة علمية ورقابة صحية في التطوع للبقاء مستيقظا إلى ”راندي غاردنر“، والذي كان قد حقق هذا الرقم القياسي في سنة 1965 من خلال بقائه مستيقظا لمدة 264 ساعة على التوالي (إحدى عشر يوما).

    وقد توالت العديد من المحاولات المختلفة لتحطيم هذا الرقم القياسي، كما توالت التقارير عن العديد ممن نجحوا في ذلك عبر بقائهم مستيقظين لفترات أطول، إلا أن موسوعة غينيس للأرقام القياسية توقفت عن تتبع وترقب هذا النوع من المجازفات بسبب الأخطار والمشاكل الصحية التي يعرض هؤلاء أنفسهم لها.

    وعلى الرغم من أننا شبه متأكدون من أن هناك الكثيرين ممن نجحوا في البقاء مستيقظين لفترات أطول، إلا أن الرقم القياسي الذي حققه راندي سيبقى آمنا لفترة طويلة في المستقبل بما أن موسوعة غينيس قد طوت صفحة الرقم القياسي في البقاء مستيقظا لدواعي صحية.

    2. وفقا لإستبيان تم إجواؤه من طرف ”المؤسسة الوطنية الأمريكية للنوم – The National Sleep Foundation“ في سنة 2011، نادرا أو قلما ينام 43 بالمائة من الأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 إلى 64 سنة بشكل جيد خلال الليالي الأسبوعية، كما أن ستين بالمائة قالوا بأنهم كانوا يعانون من مشاكل في النوم بمعدل ليلي، ويقدر كذلك أن 70 مليون أمريكي يعانون من اضطرابات النوم، وإن دلت هذه الأرقام على شيئ فهي تدل على أن نقص النوم هو واحد من أكثر المشاكل المتعلقة بالصحة شيوعا التي يعاني منها الشعب الأمريكي.

    3. في سنة 2012، قام رجل صيني يبلغ من العمر 26 سنة بمحاولة البقاء مستيقظا لمدة تزيد عن إحدى عشر يوما، وقد حاول ذلك بالإستعانة بمشاهدة كل مباراة من الدوريات الأوروبية لكرة القدم، إلا أنه لقي مصرعه على الفور، وقد قام طبيب من ”مستشفى الشعب“ بالتصريح: ”جيانغ (وهو إسم مستعار لحماية هوية الضحية) كان في صحة جيدة، إلا أن البقاء مستيقظا باستمرار دون نيل قسط من الراحة الكافي أضعف من جهازه المناعي، بالإضافة إلى كونه كان يشرب الكحول ويدخن في خضم ذلك مما أدى به إلى الموت في نهاية المطاف.“

    4. بإستثناء الأرق العائلي القاتل، كان أشهر الأمراض البريونية هو مرض جنون البقر، والذي تعتبر النسخة البشرية عنه هي مرض ”كروتزفيلد جاكوب – Creutzfeldt-Jakob disease“.


      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مارس 28, 2024 4:20 pm